سورة النساء - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النساء)


        


اعتنى القرآن الكريم بالمال، والمحافظة عليه، والحث على تحصيله بطرق مشروعة، في كثير من الآيات. وفي هذه السورة جاءت العناية بالأموال من أولها عندما طلبت العناية باليتامى وحفظ أموالهم، ثم حذّرت من اعطاء السفهاء أموالهم. وهنا جاء النص واضحاً على العناية بالأموال والمحافظة عليها، وذلك لأن الأموا عنصر لا بد منه في الحياة، وهناك كثير من الأمور تتوقف عليها الحياة وسعادتها، من علمٍ، وصحة، واتساع عمران، لا سبيل للحصول عليها الا بالمال.
ولا ريب ان الأموال هنا تشمل أموال الافراد وأموال الأمة لأنه تعالى قال: {وَلاَ تأكلوا أَمْوَالَكُمْ} بمعنى انه يحرم على الافراد ان يأكل مال بعض بالباطل. ومن ثم فإن أكل أموال الأمة أو ضعها في غير مصلحتها لهو أشد حرمة عند الله، وأكبر جرماً في نظر الإنسانية. لذلك يجب ان نحافظ على أموال الأمة والدولة كما نحافظ على أموال الافراد.
يا أيها الذين آمنوا لا يأخذ بعضكم مال بعض بغير حق، وقال (أموالكم) فأضافها إلى جميع الأمة تنبيهاً إلى تكافل الأمة في الحقوق والمصالح كأن مال كل فرد هو مال الأمة جميعا. فاذا استباح أحدهم ان يأكل مال الآخر بالباطل: كالربا والقمار، والرشوة والسرقة، والغش والتسول، وغير ذلك فقد اباح لغيره ان يأكل ماله.
لقد اباح لكم التجارة بينكم عن طريق التراضي، والعملَ الحِرفي في نواح عديدة من الكسب الحلال. ثم لما كان المال شقيق الروح، فقد نُهينا عن اتلافه بالباطل كَنهْيِنا عن قتل النفس. {وَلاَ تقتلوا أَنْفُسَكُمْ}. وهذه اشارة بليغة جداً تُبيّن انه: لمّا كان من شأن أكل أموال الناس بالباطل ان يغرس الحقد في القلوب، وكثيرا ما يؤدي ذلك إلى القتل والشر فقد قرنهما الشارع وجاء بهذا التعبير العظيم. ولا ريب في ان من سلب مال انساب إنما سلبه عنصراً هاماً من عناصر الحياة وصيّره في حكم المقتول. {إِنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} بنهيكم عن أكل الأموال بالباطل، وعن قتل أنفسكم فتهلكون. اما من يُقدم على مفعل ما حرم الله ونها عنه، اعتداءً وتجاوزاً لحقه، فسوف يكون جزاؤه يوم القيامة ناراً حامية وعذابا أليما. وعقابه هذا أمرٌ يسير على الله.


الكبائر: جمع كبيرة وهي الذنب العظيم كالشرك بالله وقتل النفس وغير ذلك. السيئات: الذنوب الصغيرة. نكفّر: نمحو، ونغفر، ونعفو.
إن تتركوا عمل الذنوب العظيمة وتبتعدوا عنها نمحُ عنكم ما دونها من السيئات وصغائرها الذنوب، فلا نؤاخذكم بها.
وقد ورد في الصحيحين عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: ما هي يار سول الله؟ قال: الشرك بالله، وقتل النفس التي حرّم الله الا بالحق، والسِّحر، وأكل ما اليتيم، وأكل الربا، والتولّي يوم الزحف، وقذف المحصنَات المؤمنات الغافلات».
وقد وردت أحاديث كثيرة بتعداد الكبائر، وهي في بعضها سبع، وبعضها تسع، والحقيقة انه لا حصر لها.
وقال بعض العلماء: كل ذنب رتّب عليه الشارع حداً أو صرّح فيه بوعيد فهو كبيرة.
وفي هذا الآية الكريمة فرَجٌ كبير على المسلمين، والعلماء يقولون: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار.
قراءات:
قرأ نافع: {مدخلاً} بفتح الميم.


التمني: تشهِّي حصول الأمر المرغوب فيه. من فضله: من احسانه ونعمه المتكاثرة.
في هذه الآية الكريمة ينهى الله تعالى عن التحاسد وتمنّي ما فضّل الله به بعض الناس من المال والجاه ونحوه، مما يجري فيه التنافس. وذلك ليطهُر المجتمع الاسلامي ظاهراً وباطناً.
ان الله كلفّ كلاً من الرجال والنساء أعمالاً، وليس لأحد أن يتمنى ما هو مختص بالآخر، فعلى المسلم الحقيقي ان يعتمد على مواقبه وقواه في كلم مطالبة، مع رجاء فضل الله فيما لا يصل اليه كسبه. واسألوا إحسانه وإنعامه فان خزائنه مملوءة لا تنفد، ولاتتمنوا نصيب غيركم ولا تحسدوا من فُضل عليكم.
وقو روى الترمذي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله «سلوا الله من فضله، فان الله عز وجل يحبّ ان يُسأل، وأفضلُ العبادة انتظارُ الفَرج».
قراءات:
قرأ ابن كثير والكسائي {وسلوا}.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11